الخميس، 22 أكتوبر 2009

الفرس و المؤامرة الكبرى


منذ استقلال العراق من براثن الاحتلال البريطاني دأبت الحكومات العراقية المتلاحقة على أجراء التعداد العام للسكان كل عشر سنوات مرة واحدة لأجل تحديد النمو السكاني وعلى ضوئه يتم رسم الخطط للدولة العراقية وقد أعتمدت الدولة العراقية على مستندات الحكومة العثمانية، فمن كان يحمل التبعية العثمانية فهو عراقي وقد أعتمد المحتل البريطاني على نفس المعطيات والمستندات الاحصائية للسكان في العراق. وكان دفتر النفوس لعام1957 وشهادة الجنسية العراقية (الفيصيلية ) الصادرة من المملكة العراقية الأسس السليمة للمواطنة في العراق. وعقد على أساسها تنظيم التعداد العام لسكان العراق منذ عام 1957وحتى عام 1997وكانت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والعديد من المنظمات الدولية تشرف على التعداد العام للسكان في العراق وترسل نتائج التعداد العام الى جميع منظمات الأمم المتحدة ومازالت تلك الجهات تحتفظ بنسخ رسمية منها .

وللتأكيد فان نظام العمل بالبطاقة التموينية منذ العام 1990 من قبل وزارة التجارة العراقية فهو بحد ذاته أكبر دليل على الحرفية العالية في أعتماد تعداد دقيق للمواطنين العراقيين من حملة الجنسية العراقية الأصيلة، لقد أستضاف العراق أعداد كبيرة من الأكراد الأيرانيين أثناء فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوي لظروف أنسانية بسبب ما تعرضوا له من بطش على أيدي السفاح الأيراني في وقته ومنهم عشرات الألوف من عشيرة الجـاف بفرعها الأيراني وكذلك عشائر كردية عديدة.

كما أستضاف العراق أعدادا كبيرة من أكراد تركيا بسبب بطش الجيش التركي بهم طيلة الحرب المستمرة بين أكراد تركيا وحكومتهم المركزية كما يجب أن لا ننسى أستضافة العراق لعدد كبير من عرب الأحواز بسبب السياسة القمعية لشاه أيران وحكومة الملالي في طهران من بعدهم وأن هنالك أعدادا من الأيرانيين المعارضين من منظمة مجاهدي خلق وحزب التـودة الأيراني مازالوا لحد الآن في معسكرات لهم في الأراضي العراقية ، ونظرا لأحتواء أرض العراق وتشرفها بمراقد الأئمة الأطهار من آل البيت قام الآلاف من الأيرانيين بالهجرة الدينية والاقتصادية أما للدراسة في الحوزة العلمية في النجف او لتسهيل مهمة الزيارات الدينية لأقرانهم من الإيرانيين عند الزيارات للمراقد في العراق وقد مكث منهم عشرات الآلاف في مدن العراق بصورة شرعية بموجب نظام أقامة الأجانب أو بصورة غير رسمية عن طريق بقائهم وعملهم في العراق وكانت الحكومات العراقية تغض النظر عن جميع المقيمين في العراق خاصة من دول الجوار مالم يأثروا على الملف الامني للعراق، وهكذا أستمر الحال حتى الانقلاب على حكومة الشاه حيث تم تسييس هؤلاء الأيرانيين وتم استخدامهم لغرض نشر الثـورة الإيرانية في العراق وتصديرها الى الدول العربية التي يشكل المكون الشيعي جزء من تلك الشعوب ،حيث قامت الدولة وبأجراء قانوني بأعادتهم وأنهاء أقامتهم في العراق وتسفيرهم الى موطنهم الأصلي أيران ، فالوطن فوق الجميع ، هنا قامت الحكومة الأيرانية بتجنيد قسم كبير منهم في المخابرات الأيرانية (أطلاعات) نظرا لأتقانهم اللغة العربية ومعرفتهم الجيدة بالواقع العراقي من مدن وأقضية وعشائر لا بل فأن العديد منهم قد تزاوج مع العراقيين ،حيث تشير أحصائيات في وزارة التخطيط الى ان نسب زواج العراقيين من أيرانيات تعادل: 96% زواج عراقي من ايرانية مقابل 4% زواج أيراني من عراقية، حيث ان معظم العائلات العراقية ترفض في حينها تزويج بناتها الى إيرانيين الا ما ندر من قبل عائلات متواضعة .

أما سبب زواج العراقيين من الإيرانيات فهو الأغراء من جهة ومن جهة ثانية فأن الأيرانيين كانوا يهـدون بناتهم الى العراقيين أثناء الزيارات بسبب أن العراق بلد غني وبحجة التكرم والتواصل مع آل البيت في العراق، حيث يلاحظ وبشكل ملفت للنظر أن معظم أمهات العائلات التي تعود جذورها الى آل البيت في العراق وخاصة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، هم من أمهات إيرانيات وهذا موثق في أوليات دائرة الجنسية والأحوال المدنية العراقية حيث لم يتم ترحيلهم وبقوا في العراق مع أسرهم ، تجنيد المسفرين كان له سبب اخر مهم الا وهو خدمة المد الثورجي الايراني في البحرين والسعودية ، عند تسفير الإيرانيين لم يسفر الأكراد الأيرانيون وبقوا الى يومنا هذا في العراق. مع الآخرين من العرب الأحوازيون وأقلية من الهنود والأفغان والأرمن والشركس والشيشان والأتراك.

إن أرض العراق كمقر للخلافة الأسلامية قد أحتضنت المهجرين من أنحاء العالم في وقت الدولة الأسلامية، وحتى في التاريخ الحديث، كما حدث للأرمن وغيرهم عندما نزحوا الى العراق وبقوا فيه. كما يؤكد تاريخ العراق أن (المعـدان) هم من أصول هندية نزحوا الى العراق للعمل فيه مع المواشي في جنوب العراق ومزارعه وكانوا عبيدا عند العراقيين ونزحوا من جنوب العراق الى بغداد وكانوا خدما في البلاط الملكي والتاريخ والجغرافية شاهد حي على ذلك وأكبر دليل هو حي الكسرة في بغداد وبعد ذلك الزحف الكبير في مدينة الثورة والشعلة والشعب في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم، وهذه حقيقة نذكرها هنا وهي موثقة في كتب التاريخ الحديث ، المؤامرة انكشفت خيوطها ما بعد الاحتلال الأمريكي للعـراق ، فالعراق كأرض وموارد هو ملك للعراقيين وليس لغيرهم وأن من يريد اليوم أن يعيد كتابة التأريخ عليه ان يضع بنظر الأعتبار أن تأريخ الحضارة في العراق يعود الى أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد وأن تأريخ العراق زاخر بشواهده وأن حضارة العراق قد وثقت مكونات الشعب العراقي بقومياته المختلفة ولا نريد ان نأخذ حق أحد ما، مثلما لا نريد من أحد أن يأخذ منا ما لا يملكه في غفلة من الزمن ، مستغلا الاحتلال البغيض وحرق وثائق العراق ومكتباته ومستمسكات أبنائه بشكل مقصود، من نفس الجهات المستفيدة من الموضوع، وهنا فأن القادمون من وراء الحدود أضافة الى الناكرين لجميل العراق باحتضانهم لعشرات السنين بين أكنافه هم من يريد أن يأخذوا ما لا يملكون، زورا وظلما ونكرانا للجميل، وهذا ما يحدث اليوم في الأطـر والأشكال التالية ،
أولا : الأكراد ، ويعتمد هذا التوجه القومي الشوفيني على جذب وتهجير مئات الآلاف من أكراد أيران وأكراد تركيا وأكراد سوريا ليؤلف منهم واقعا على الارض لغرض الاستيلاء الاستيطاني على أكبر رقعة من الأرض ولاستخدام تلك الكتل البشرية في الاقتصاد الخاص بعشيرتين أقطاعيتين في العراق هما عشيرة البارزاني وعشيرة الطالباني، وهذا مايحدث في محافظة كركوك ومحافظة نينوى ومحافظة صلاح الدين ومحافظة ديالى ومحافظة بغداد.

علما بأن التاريخ العباسي في العراق لم يشر الى وجود أكراد في أي بقعة من العراق وحتى أن ظهور الأكراد في العراق كان في القرن السابع عشر الميلادي للعلم وللتأريخ فقط . وأن العراق قد أحتضن الأكراد كمهجرين مظلومين من شمال الهند وهم من نفس السلالة الآريـة الهندية، ولكن دخولهم في الأسلام قربهم من العراقيين ولا ننسى دور أحد قادة المسلمين الأكراد وهو القائد صلاح الدين الأيوبي. فهم أي الأكراد، هم من المهجرين من شمال الهند وتجد ذلك في لغتهم التي هي خليط من العربية والفارسية والأوردو لأنهم تنقلوا من شمال الهند مرورا بتلك الدول واكتسبوا لغاتهم فهي ليست لغة رصينة وأصيلة

ثانيا : الفرس ، قبل ان أبدأ في الموضوع أو أن أبين للفرس أن حضارة آشور العراقية حدودها تصل الى أطراف الهند وأن المدن الآشورية في أيران اكثر منها في العراق وبأمكان من يدرس التأريخ أن يزور أيران ليتأكد بنفسه كما ان الحضارة العراقية الآشورية قبل الحضارة الفارسية بأكثر من ألف عام .

ان الكثير من قادة العراق الحاليين ينحدرون من أصول فارسية وكانوا مقيمين في أيران ليس بسبب المذهب وانما بسبب الأنتماء القومي الفارسي وهذه حقيقة كما أود ان أشير الى ان عددا غير قليل منهم هم من أصول وعشائر فارسية وان عشائرهم الأصلية مازالت في ايران وأنه كما أسلفت فأن العديد من عوائل آل البيت أمهاتهم فارسيات من أيران وهذا الرابط في القرابة العراقية الفارسية هو ((أقــــــوى)) من الرابط المذهبي والديني والقومي وتجد في ولائهم لإيران أقوى منه للعراق.

ومن هنا بدأت سياسة تفريـس العراق، ولابد أن نفرق بين الشيعة والفرس فالشيعة عرب أقحاح ومن نفس العشائر العربية ولا يزايد على ولائهم وأنتسابهم أي أحد، وأن الفرس هم من أستخدم المذهب كجسر لتحقيق مآربهم الخبيثة في العراق ، أن تحريك مئات الآلاف من الفرس عبر الحدود من إيران الى العراق وإصدار شهادات الجنسية وهويات الأحوال المدنية ومن بعدها أصدار جوازات سفر لهم وبطاقات حصص تموينية وشرائهم للعقارات والأراضي في العاصمة بغداد وفي محافظات الوسط والجنوب وتهجير العرب بشكل رئيسي من بغداد، بالإرهاب والقتل والاختطاف واغتصاب أملاكهم بحجج الإرهاب ودعم المقاومة من جهة أو بحجج أنهم من البعثيين هي نفس السياسة التي أعتمدها الصهاينة في فلسطين لكي تصبح أرض العراق أرضا فارسيـة وهذا ما طالب به بعض أعضاء لجنة كتابة الدستور الأشراف بأعتماد القومية الفارسية كأحد القوميات الأخرى في العراق ليكون واقعا يجب التسليم به لاحقا ،الخلاصـــــــــة أن العراقيين العرب بصورة رئيسة تقع على عاتقهم مهمة الحفاظ على عروبة العراق وأن لا يقع البعض تحت أطار المذهب ويبيعوا العراق الى الفرس بحجة المذهب قبل الانتماء الى الأرض ،كما أن على الدول العربية مسؤولية كبيرة في هذا الجانب في الحفاظ على عروبة العراق ووحدة أراضيه.

وأن الوثائق والأحصائيات الرسمية قد وثقت ذلك في سجلات الجامعة العربية وسجلات الأمم المتحدة أذا كانت قد أتلفت وحرقت في العراق فهناك نسخ منها موجودة في سجلات الأمم المتحدة ،ان هذه المؤامرة المكشوفة يجب أن يتم فضحها في وسائل الأعلام كافة ويجب أن يتناقلها العراقيون جميعا ويدافعون عنها ضمانا للعراق الموحد وضمانا لمستقبلهم ولمستقبل أولادهم، فلماذا يتقاسم الإيرانيون الفرس والأكراد الترك والأكراد الأيرانيين خيرات بلدنا ، الذي هو حقنا المشروع لنا وحدنا، بالأضافة الى أطماع الفرس في أرض وخيرات العراق،فيقومون بقتل العرب بالجملة والمفرد بأبشع انواع القتل، ليقللوا منهم، وفي نفس الوقت يضخون أعدادا لا يستهان بها من غير العراقيين بدلا عنهم، طبعا يجب أيضا ان نراعي أن معدل القتل اليومي تجاوز المائة عراقي في اليوم الواحد ، حيث ان أغلبية القتلى من العراقيين العرب الأقحاح، وهذا ينقص كفة التوازن السكاني العربي لصالح الأكراد والفرس في العراق، وهو المطلوب فارسيا وكذلك التهجير الى خارج العراق فنشير الى أن العراقيين العرب المهجرين قسرا الى خارج العراق قد تجاوز عددهم في بداية العام 2008 الخمسة ملايين عراقي عربي ، كما أن عملية التزوير ليست صعبة في عراق المالكي والسيستاني فجميع مفاصل الجيش والحكومة والأمن والجنسية والجوازات والسفارات والخارجية والداخلية ا بيد الأكــراد والفــــرس ، وهذا هو واقع الحال الذي لا يستطيع أحد أنكاره وأن غالبية الأسرى في سجون الاحتلال الأمريكي وسجون الدولة وسجون الميليشيات من العرب ، فيا عرب اتقوا الله في العراق .