الخميس، 22 أكتوبر 2009

الى كل (عمر ) لهذا يكرهك الفرس ؟


يُعاني مجوس الفرس منذ ألف وأربعمائة سنة من عُقدة نفسيّة مؤلمةٍ هي : المجدُ التليد ، إذْ أنّ العالم القديم كان مقتَسماً بين دولتين عُظمييـّن ، وقوتيّن قاهرتين هما : الروم والفرس ، فأمّا الروم فقد كانت ديانتهم هي ( النصرانيّة المُحرّفة ) وينبسط نفوذهم على جنوب المتوسط وبلاد الشام وتركيا ، فيما كانت عاصمتهم هي القسطنطينيّة ، ويُلقب حاكمهم - كما في لغتهم - بمُسمى ( قيصر ) ، هذه القوة الروميّة الحمراء في الغرب كانت تقابلها قوةٌ ناريّة صفراء في الشرق ، وهم : الفُرس ، دولةُ فارس كانت تدين لإلهٍ هو في الأصل عدوٌ لكل البشر ، وأعني بهذا الإله الفارسي : النار ! وقد كان مسمى هذه العبادة هو : ( المجوسيّة ) ، أما عن نفوذها السياسي فإنه كان ينبسط على أراضي إيران ( اليوم ) والعراق وشرق الخليج وبعض غربه واليمن . وقد كانت عاصمة مملكتهم هي ( المدائن ) ، ومليكهم يُطلق عليه في لغتهم اسم ( كسرى ) ، علائقنا نحن العرب مع هذه الأمة الناريّة ( الفرس ) غير جيدة منذ الجاهليّة وقبل الإسلام ، إذْ أنّ النفسيّة المجوسيّة ترى في نفسها أشرف الكائنات ، وأعرق الموجودات ؛ ولذا عَبدت – حسب تفكيرهم الهزيل – النار ؛ لأنها بزعمهم : أقوى الكائنات ، وبناءً على هذا التفكير السطحي ، والنفسيّة الاستعلائية فإنّ كسرى قد مات كمَداً وقهراً حين هزمَ العربُ جيّشه في معركة ( ذي قار ) ! فتولى من بعده الكسروية ابنُه ( شيرويه) ، وعن هذه المعركة فقد قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال حين بلغه نصرُ العرب فيها على الفرس : " هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا " ، أمّا عن سبب هذه المعركة فهو مما يؤكد نظرية الاستعلاء الفارسي على العرب .. فعودوا للتاريخ فعنده السبب ، لم يكن حال هذه العلائق بين الفرس والعرب بأفضل حالٍ مع العهد الجديد ( الإسلامي ) ، إذْ تنبئنا كُتب السيرة النبوية أن أسوأ وأوقح ردٍ جاء من ملوك الأرض على مراسلات الرسول – عليه الصلاة والسلام – إليهم ودعايته لهم في دخول الإسلام - قد كان جاء من قِبَل ملك الفرس ( كسرى ) ، فقد قام كسرى بتمزيق كتاب رسول الله – صلى الله عليّه وسلم – ودهْسِه بقدميّه ؛ حين استمع لأول الخطاب يذكر اسم نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم – قبل اسمه ! فقام من فوره بتمزيق الكتاب وقال : عبدٌ حقير من رعيتي يذكر اسمه قبل اسمي ، ثم إنّه قد بالغ في الاستعلاء الفارسي فأمر عامله على اليمن ( باذان ) أن يبعث برجلين شديديّن ليحملا له ( ابن عبدالمطلب ) صلى الله عليه وسلم ، وفي المقابل فإن الرسول – عليه الصلاة والسلام – لم يدعُ على أحد من ملوك الأرض الذين راسلهم واختلفت أساليبهم في الرد عليه بين متلطفٍ ومتوقف إلا كسرى ؛ إذ قال لما بلغه ما فعل : مزّق الله مُلكه ، ولما أن جاءه الرجلان ( الشديدان ) كما أمر كسرى أخبرهما الرسول بعد أن حبسهما عنده إلى الغد أن كسرى قد قتله ابنه !! فكان هذا الإخبار منه صلى الله عليه وسلم سبباً في إسلام ( باذان ) ومن معه من الفرس في اليمن ، قليلٌ بعد هذا مضى ومملكة الفُرس تُكتسح وتُستباح بأكملها في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – ويُبعثُ بكنوزها من ( المدائن ) إلى ( المدينة ) ؛ لتسقط دولة الألف عام في عقد زمان ، ولعل هذا يُفسر للجميع سبب هذا الحقد الأسود في قلوب الفرس على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتولاه ؛ إذْ أنهم يرونه قد أسقط حضارتهم ودمّر مملكتهم ، عُرف عن عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – عبقريّته وإلهامه الشديد وفراسته العميقة ؛ ولذا قال عنه الرسول – عليه الصلاة والسلام – " .. ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن" رواه مسلم ، تجلىّ إلهام عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – في حياة الرسول – عليه الصلاة والسلام – لمّا جاءت موافقاتُ الوحي لكثيرٍ من أقواله واقتراحاته ، وتجلّى أيضاً بعد وفاة الرسول – عليه الصلاة والسلام – في كثيرٍ من الأمور ، ومنها ما يختص بموضوعنا هذا وهو قوله عن فارس : " وددتُ لو أنّ بيننا وبيّن فارس جبلاً من نار لا يصلون إليّنا ولا نصل إليّهم " ، بل ، ويتجلى حتى بعد موته ؛ إذْ أنّ قاتله كان فارسياً مجوسياً .. فأيّ رجلٍ كنت يا عمر ، بقيَ الفُرسُ بعد ذلك يستروحون ريحَ فارسٍ من أيّ مكانٍ هبّت ولذا فمن الطبيعي أن يكون الصحابي الجليل سيدنا سلمان ( الفارسي ) رضي الله عنه هو أحد الخمسة الذين لم يرتدوا عندهم من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ومن المنطقي جداً أن تكون سلالة الأئمة ( الإثنا عشريّة ) منحدرةً من صُلب زين العابدين ( علي بن الحسين ) فقط ؛ إذْ أن جدّه لأمه – رضي الله عنه – هو كسرى ملكُ الفُرس ، من يتتبع تاريخ الدولة الإسلاميّة سيلحظ أن كلّ شعوب الإسلام قد خرّجت لنا قادة حملوا بأمانة واقتدار لواء الإسلام ورايته ؛ فصرنا بهم نُفاخر الدنيا ، ونُباهِجُ الكون ، فنجد من هذا ، طارق بن زياد ( البربري ) ، ونور الدين زنكي ( التركماني ) وصلاح الدين أيوب ( الكردي ) ، ومحمد الفاتح ( التركي ) في حين أنّا نجد العنصر الفارسي هو أقلّ شعوب الإسلام مظاهرةً له وحظاً معه ؛ بله أنّا نجدُ أن أحطّ فترات الدولة الإسلاميّة قد كانت حين يُشاركُ أو يُديرُ هؤلاء الفرس شؤونها أو بعض شؤونها ، وعموماً ، فقد عاود نجمُ ( فارسٍ ) في الإضاءة المخفيّة منذ سقوط دولة بني أمية وقيام مُلك بني العبّاس إذْ أنّ الفُرس كانوا أسرع شعوب الأرض إلى الشغب والمُشاركة فيه ، وكان رجالاتهم وفي مقدمتهم أبي مسلم الخراساني - أشدّ الناس بأساً في إذابةِ الحكم الأموي وتغيّيبه مع رجالاته ، وغابت بغياب شمس بني أميّة الأسماءُ العربيّة في الحُكم والأحداث ؛ لتُمطرنا بعد ذلك صُحف التاريخ بأسماءٍ وأنسابٍ فارسيّة كان لها أدوار كبيرة وخطيرة في تحولات السياسة ، فمن آل برمك الغامضين إلى بني بويه الوزراء - في سلسلة تتقطع حتى تصل إلى ( ابن العلقمي ) ،الذي صنعَ سقوط بغداد بكل اقتدارٍ منه ، واحتقارٍ منّا من طريف الأمر أن دولة بني العبّاس بدأت بفُرس وانتهت بفُرس .. فيا لله وتصاريف قَدره ، الدولة العثمانية بدورها لم تنجُ من المِخلب الفارسي ! إذ كان من أسباب توقف فتوحاتها الباهرة في أوربا غرباً هم الفرس شرقاً ، فقد كانت الدولة الصفوية في إيران تطعن ظهر الدولة العثمانية كلما اتجهت فتحاً إلى الغرب ، فما كان من السلطان ( سليم الأول ) إلاّ أن يوقف فتوحاته وفتوحات آبائه في أوربا ؛ ليتجه إلى تأديب الدولة الصفوية في العراق . وقد كان النصر حليفه ومؤاخيه ؛ إذ هزَمَ جُندَ الفرس الصفوية في معركة جالديران ، وأسَر فوق هذا ملكهم الحقود ( الشاه إسماعيل الصفوي ) ،
وقد كانت الدولة الصفوية أحد الأسباب الهامة في رغبة العثمانيين لضم البلاد العربيّة إلى حكمهم صيانةً للعرب في ذلك وحمايةً من أخطار المد الصفوي الرافضي واستمرت هذه العقدة النفسيّة من الريادة العربيّة ، والزعامة السنيّة على المشرق في قلوب أوغاد الفرس المجوس إلى العصر الحديث ؛ إذْ نجد شاه إيران ( الشاه محمد رضا بهلوي ) لا ينسى تاريخ أجداده الساسانيين ؛ فيأمر بالاستعداد لاحتفالات مرور ثلاثة آلاف سنة على نشأة مملكة ساسان ! ثم يُعلن عن نفسه شرطياً للخليج ! فيما تبْقى آلةُ إعلامه تُصر على تسمية الخليج العربي باسم ( الخليج الفارسي ) ، بينما لا يزال المجتمع الفارسي إلى يومنا هذا يحتفل بأعياد الفُرس وفي مقدمتها عيد ( النيروز ) المجوسي سقط كسرى الزمان ( الشاه رضا بهلوي ) على يد موباذان الزمان ( الخميني ) ! ولم يجد ( كسرى ) عصرنا من دولة تتقبله غير مصر ؛ فضمه الساداتُ واحتضنَ أموالَه ، مصر في العقيدة النمطيّة عند الفرس غير مُحبذة ؛ إذْ أن بعض النصوص العقدية لدى هؤلاء المجوس تسمُ مصراً بشر ! كما وأنّ ( مؤخراً ) استقبالها للشاه محمد رضا بهلوي قد زاد من تحسس الناريين من الكِنانيين ، ولذا ، فإن مِخلَبَ الفرس في لبنان ( حسن نصراللات) قدا بدا دوره في تنفيذ اوامر اسياده في طهران عندما بدا مهاجمة مصر ، إنّ المُتابع للمغمغةِ غير الواضحة لتصريحات الفرس ومن تبعهم من ( مناذرة ) العرب في لبنان من جهة ، وللتناقض الفاضح لما يجري على أرض أفعالهم من جهة أخرى ؛ ليتلمس أن القوم يريدون أن يقولوا شيئاً ولا يستطيعونه فالتصاريح والنداءات النارية من قبَل هؤلاء المجوس تمضي على محوريّن :
الأول : إلى الحكومات العربيّة بوصفها متخاذلة – ومتآمرة وغير جديرة بالقيادة ولا قديرة على الدفاع !الثاني : إلى الشعوب ويسير على وجهتين :
أ ) سياسي : ويطالبها بلحنٍ خَفي أن تُسلّم فارِساً قيادها ؛ لأنّها الأقدر على حماية العرب من الروم !ب ) فقهي : ويدب دبيباً في المجتمع العربي ، وغرضه نشر المذهب الشيعي في المجتمع السني باستخدام العديد من الطرق المختلفة والمتنوعة !
إلاّ أنّ المواطن العربي البسيط - خاصةً بعد أحداث لبنان والعراق - لا يتسع معه إلا ترديد المثل الشعبي المصري : " أسمع قولك أُصدقك ، أرى فعلك أتعجب "
فمثلاً حسن نصر الله ( رُستُم لبنان ) كان يقول عن أمريكا أنها الشيطان الأكبر والعدو الأول فيأتيه في الماضي القريب غير البعيد : التصديقُ والتصفيق إلاّ أنه ينكث بمن صفّقَ وصدّق له ؛ ليقول عن المقاومة العراقية لأمريكا في أرض السواد أنها " صدّاميّة بعثية " ، ثم يُنسى منه هذا ليفجأ منه ذاك ! إذْ أن ( السيّد ) قد رصّ الصفوف في الجنوب ؛ لكنّه يتجه بها إلى الشمال ( بيروت ) ثم يُتناسى كل هذا منه ؛ لنراه ( اليوم ) يشتم مُحادّةَ جنوب إسرائيل ( مصر ) ولا يفعل شيئاً في شمالها ( هو ) ثم نعقد العزم على عدم سماعه ولا رؤيته ؛ لنذهب للقراءة في مذكرات شارون ؛ علّنا نجد من عدونا خبرَ ( حليفنا ) – فنفاجأ بأنه يمتدح الشيعة وأنه لم ير منهم خطراً يتهدد أمن إسرائيل أبد النهـر بدوره يقول كسرى الجمهورية ( أحمدي نجادي ) أنه سيُحرق دولة إسرائيل بصواريخه ، في المقابل يُعلن سياسيو دولته بأنه لولا إيران وتسهيلات إيران لما احتلت أمريكا أفغانستان والعراق والخلاصة .. أن المجوس لا يقولون في إسرائيل إلاّ لنا بمعنى آخر : اجعلونا المتحدث الرسمي لكم بيّن الأمم يا عرب ! وأسلمونا قيادَكم تُغلَبُ الروم أدنى أرضكم إلاّ أني أتمنى على السادة الفُرس بعد كل هذا أن يوفروا أموالهم ويُصَدِقوا نبيّهم ؛ إذْ أنهُ قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وفي عصرنا الحديث عرفت الأسواق والتجارة العراقية بصورة عامة منذ العهد الملكي وحتى احتلال بغداد سيطرة التجار السنة عليها بشكل كامل ، حيث كانت أعمال الاستيراد والتصدير والصناعات المحلية يسيطر عليها تجار من الموصل والأنبار وبغداد وسامراء مع عدد قليل من التجار النجفيين والكربلائيين والبصريين .وبعد الاحتلال تغيرت هذه الصورة بشكل قسري لتشهد حالات قتل واختطاف وتهجير قسري للتجار السنة الكبار، يقود تلك الحملة على التجار المدعو "كريم ماهود" أو ما يعرف باسم أمير الأهوار أحد رجال إيران في العراق، والذي كان قد هرب إلى إيران بعد صدور حكم الإعدام بحقه بتهمة الخيانة إبان الحرب العراقية الإيرانية في نهاية عام2003م بعد سقوط بغداد بأشهر قليلة شهدت بغداد حملة اغتيالات واسعة للتجار السنة حيث قتل ـ حسب تقرير غرفة التجارة العراقية المرقم بـ414 بتاريخ 12/11/2003ـ ثلاثة وثلاثون تاجرًا من كبار تجار البورصة العراقية كلهم من أهل السنة وتم إحراق مكاتبهم ومخازن كبيرة تعود لهم فضلاً عن سرقة محلاتهم ومنهم الحاج عمر فخري المعروف بشابندر التجار الذي اغتيل على يد فيلق بدر في وسط سوق الشورجة.
وخلال عام واحد فقط أصبحت التجارة العراقية بمختلف صنوفها تخضع لمتحكمين شيعه جاءوا من إيران وسيطروا على الأسواق العراقية بعد إغراقها بالبضائع الإيرانية المختلفة وبأسعار زهيدة.
وعن ذلك يقول السيد محمد وحيد الصالحي أحد التجار السنة الذين أحرقت محلاتهم ومخازنهم في بغداد بعد هروبه وفشل محاولات اغتياله ويسكن اليوم في الموصل: "مع سقوط بغداد بأيام قليلة بدأ تحرك عناصر فيلق بدر وجماعة كريم ماهود على التجار السنة، حيث قاموا في بداية الأمر بمحاولة شراء تجارتنا وكل مصالحنا في الأسواق من أسهم وشركات ومخازن ومحلات ومعارض بأموال كبيرة جدًا، وكانوا يقولون لنا: إن من مصلحتنا أن نبيع خيرًا لنا من أن نأتي في يوم ولا نجد إلا الرماد في مخازننا، وفي بعض الأحيان كانوا يأتون إلينا ويهددونا علنًا باغتيالنا وسط السوق، وكانت هذه الأمور لا تحدث إلا للتجار السنة فقط.
ومع رفضي ورفض كل التجار تلك الضغوط بدأت حرب قذرة تمثلت بقيام فيلق بدر وجماعة كريم ماهود بإحراق 55 مخزنًا تجاريًا كبيرًا ظلت النار تشتعل فيها لأسبوع كامل، وهي حادثة معروفة للجميع فقد تناقلتها وكالات الأنباء في يوم 19/3/2004 وكانت الحرائق على مخازن أهل السنة في الشورجة والعلاوي والرصافي وهي أكبر أسواق العراق، وعلى الرغم مما أصابنا من خسائر تمكنا من الوقوف على أقدامنا ثانية، حيث أعدنا ما احترق عن طريق تجار أردنيين أعطونا بضاعة دون أن ندفع لهم المال أمهلونا حتى بيعها، وهو ما يعرف لدينا بنظام الدفع على التصريف إلا أنهم لم يتركونا، فقاموا بوجبة من الاغتيالات الجديدة شملت 60 تاجرًا آخر من أهل السنة كانوا بحق هم عمدة السوق العراقية، وكانوا يتحكمون بنوع البضاعة التي تدخل إلى العراق وحتى بسعرها الذي يصل إلى المستهلك.
ثم توالت بعدها حملة اغتيالات متقطعة للتجار بشكل شبهه يومي، وخلال أشهر خلت السوق من التجار السنة، بعد أن كانوا هم المسيطرين عليها طول تلك العقود الآن "كريم ماهود" و"انتفاض قنبر" و"عمار الحكيم" و"إبراهيم الجعفري" يملكون ما كنا نملكه في السابق، حيث استحوذوا على كل محلاتنا وعقاراتنا هناك، وزورا أوراقًا تثبت أنها لهم وأن ملكيتها تعود إليهم منذ عقد السبعينيات وأن صدام سلبها منهم قسرًا وظلمًا وقاموا بإغراق الأسواق بالبضاعة الإيرانية بشكل كبير جدًا، حتى وصلت نسبة البضائع الإيرانية بشكل لا يصدق للعاقل، على الرغم من رداءة الإنتاج الإيراني" فيما يقول أحد أعضاء جمعية الاقتصاديين العراقيين طالبًا عدم ذكر اسمه: "البضاعة الإيرانية فرضت على العراقيين منذ وقت ما يسمى بمجلس الحكم والتاجر الذي لا يجلب بضاعة من إيران يعاقب، أو قد يقتل. قد يكون الكلام غريبًا أو مضحكًا لكنه واقعي وحقيقة لا يمكن لأحد تجاهلها ومعبر زرباطية الحدودي مع إيران يشهد على ذلك، فهو أحد معابر الشر إلى العراق ومنه يأتي كل شيء، لقد سيطر المجلس الأعلى بزعامة الحكيم وأتباعه على السوق العراقية وتجارته بشكل كامل، وأكبر دليل على ذلك هو قيام وزارة التجارة الطائفية الشيعية بمنع أحد التجار السنة الذي يقيم في الأنبار من توريد بضاعة أجبان مصرية إلى العراق تقدر قيمتها بمليار دينار عراقي، تحت زعم عدم مطابقتها للشروط والمواصفات الصحية، في حين يدخل التجار الشيعة بدون موافقة المئات من البضائع بمليارات الدنانير إلى العراق من إيران بلا محاسب أو رقيب".
وفي كتاب رسمي صادر من إبراهيم الجعفري تحت عنوان "سري للغاية" ويحمل رقم 114 بتاريخ 5/9/2005 موجه إلى وزارة التجارة حاولنا الحصول عليه من عضو جمعية الاقتصاد العراقيين إلا أنه رفض ذلك خوفًا من افتضاح اسمه جاء في الكتاب: "تثمينًا لدور الجمهورية الإسلامية في إيران ولمواقفها الطيبة مع شيعة العراق في فترة حكم الطاغية صدام حسين، تقرر تسهيل مرور التجار الإيرانيين والعراقيين عبر البلدين وعدم فرض الرسوم الجمركية أو الضريبة على بضائعهم أو أخذ أي أموال لقاء إدخال البضاعة الإيرانية عبر المنافذ الحدودية الثلاثة".
نسخة منه إلىوزارة التجارةوزارة الداخليةقوات الحدود
وتكشف الوثيقة قرار الحكومة بعدم فرض أي قيود جمركية أو ضريبة على التجار العراقيين أو الإيرانيين الذين يوردون تلك البضائع وعلى الرغم من حملة مقاطعة البضائع الإيرانية التي أطلقها العلماء السنة في العراق ونجاحها في بعض المناطق بشكل كبير جدًا إلا أنها لا تزال تفرض نفسها على مناطق ديالى السنية بسبب عدم وجود بديل لها في الأسواق كالبضائع الصينية أو الكورية أو العربية كما أن سعرها البخس يشكل عامل إغراء للكثيرين هناك من أهل السنة.
ويذكر السيد أحمد المختار أحد التجار العراقيين السنة الذين أبعدوا قسرًا تحت تهديدات القتل عن بغداد ويعمل حاليًا ما بين دمشق والأنبار: "إن إيران نجحت بأهم خطوة في طريق احتلال العراق بعد خطوة السيطرة الفكرية عليه حيث قامت بالسيطرة على الأسواق العراقية بشكل لا يقبل المنافسة بالقوة وتحت تهديد السلاح وقتل التجار السنة، وأصبحت الأسواق العراقية والإيرانية موحدة بكل شيء حتى في الأسعار كما قامت بغزو العراق فكريًا عن طريق تصدير ثورتها الشيعية لجنوب ووسط العراق، قامت بالسيطرة على أسواقه وبإمكانها اليوم أن تتلاعب بكل شيء، وهي في طهران إذا ما علمنا أن 60%من مجموع الأسهم العراقية في الشركات والمصارف هي ملك لإيرانيين وبإمكانهم حرق السوق أو إنعاشها الاقتصاد العراقي اليوم أصبح بيد إيران لا بيد الحكومة أو التجار العراقيين"